لماذا سليمان أبا الخيل حاليا

بسم الله الرحمن الرحيم لماذا سليمان أبا الخيل حاليا ؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعد : فكشف الفساد والمفسدين من أعظم الواجبات على المسلم، ولن ينجح مجتمع ويتطور إلا إذا سلم من الفساد والمفسدين . وإن من أعظم أنواع الفساد: الفساد الفكري، الذي يقوم على إفساد عقول الشباب، وقلب المفاهيم والأفكار، ومن أعظم أنواع الفساد: أن يؤتمن الخائن ، ويخون الأمين، وهذا الأمر ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في علامات آخر الزمان . تذكرت هذا عندما رأيت هجوماً من فئة معروفة على معالي الشيخ الوزير أ.د. سليمان أبا الخيل، والذي عرفه القاصي والداني بشدة محاربته للفساد بشتى صوره، وله قصب السبق في محاربة الفساد الفكري، والذي أزعج أرباب الانحراف الفكري، وأقض مضاجعهم ، كما أن معاليه عُرف لدى الجميع بخدمته الدائمة لوطنه وأبناء وطنه، إضافة إلى تميز نشاطه العلمي في شرق البلاد وغربها، وحظي بقبول لدى كافة شرائح المجتمع، كما حظي بثقة ولاة الأمر في تعيينه عضوا في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية . إذن لماذا الهجوم على أ.د. سليمان أبا الخيل ؟ هل فعلا القضية قضية محاربة فساد؟ وهل القوم يريدون مصلحة الوطن ؟ والجواب على هذا السؤال يتبين بما يلي : أولا : من الذي بدأ الهجوم والنقد اللاذع على معالي الدكتور أبا الخيل ؟ من تتبع الهجوم الذي توجه لأبا الخيل يجد أن أول من بدأه هم : سعد الفقيه، ومحمد المسعري، والمعارضة إيمان الحمود، وهذه الأسماء تكفي عن شرح ما بعدها ، ثم تتابع بعض المتأثرين بهم وغيرهم على نحو ما ذكروه , فتأمل أخي القارئ ! هل هذه الأسماء يهمها مصلحة الوطن؟ أم هل تهمهم قضية الفساد والإفساد؟ أم أنهم يهاجمون الرجل لدفاعه عن وطنه وولاة أمره؟ ثانياً: لو تأملت في تغريدات غالب المنتقدين لمعالي الشيخ تجد أنهم ناقمون على هذا الوطن الغالي، فعداؤهم لأبا الخيل ليس لذاته، وإنما يريدون بذلك النيل من هذا الوطن، والطعن في ولاة أمره، وقد صرح بعضهم بذلك . وأضرب لك مثالا بواحد ممن شارك في نقد الدكتور أبا الخيل، وهو ياسر المعارك من صحيفة سبق، وهذا له تغريدات كثيرة في نقد الوطن ورجاله، والدفاع عن بعض الإرهابيين الذين تم سجنهم لضررهم على الناس، قد وثقها جميعا صاحب مجموعة نايف بن خالد في تويتر، فليراجعها من شاء ، ولذا لا تستغرب من مثل هذا الهجوم على الدكتور أبا الخيل. ثالثاً: الذي انتقدوه على معالي الدكتور هو توظيف بعض أقاربه في الجامعة، ومعلوم أن التوظيف في الجامعة ليس كغيره، ففي الجامعة لا يستطيع مدير الجامعة توظيف أحد، بل القرار راجع إلى المجالس العلمية، فلا بد أولا من موافقة مجلس القسم العلمي، ثم موافقة مجلس الكلية، ثم موافقة اللجنة العليا ، ففي الحقيقة أن الطعن في توظيف أي شخص، هو طعن في جميع العاملين في هذه المجالس! وبهذا يتبين أن القوم لا يريدون أبا الخيل وإنما يريدون النيل من هذا الوطن ورجاله المخلصين . وإذا أجمعت الأقسام العلمية على قبول هذا المعيد، هل يريدون من معالي الدكتور أن يرده لأنه قريبه؟! رابعاً : المغرضون المعادون للوطن لما يئسوا من زعزعة أمن هذه البلاد في ثورة حنين، وما بعدها, صاروا يحاولون التشويش على رجالاتها الذين لهم نشاط في جمع الكلمة, ونشاط في محاربة المتربصين بوطننا المبارك من دعاة الفتنة ومن نحا نحوهم, ولذا هاجموا قبل فترة بعض المسؤولين في الديوان الملكي, وولي العهد سمو الأمير محمد بن نايف, وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقبله أسد السنة الأمير نايف, والأمير خالد الفيصل ,والآن أ.د. سليمان أبا الخيل, فيريدون إسقاط كل من يحارب فكرهم, ويسعى لفضح مخططاتهم . خامساً : هؤلاء المغرضون يريدون أن يوصلوا رسالة إلى الناس عموما وإلى المسؤولين خصوصا أن لهم تأثيرا في القرارات, وفي تشويه سمعة المسؤول, حتى يخاف منهم كل من أراد فضحهم وفضح منهجهم, وحتى يخضع لمطالبهم , وهذه طريقة صحوية قديمة جدا, كان يفعلها الإخوانيون في مصر, وتلقاها أتباعهم في المملكة . سادساً: أن المغرضين في المملكة وخارجها ضاقوا ذرعا بالدكتور سليمان أبا الخيل لقراراته المتتالية في محاربة فكر الإخوان المسلمين, فأرادوا أن يثيروا حوله أي شيء ظنا منهم أن ذلك سيؤثر على بقائه في الجامعة . وهذا مثال لبعض القرارات التي أزعجتهم وسأعرض لك (بعض) المناشط القريبة التي أقضت مضاجع القوم : 1- تنظيم المؤتمر الدولي : واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب والانحراف . 2- تنظيم المؤتمر الدولي "جهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية". 3- تنظيم الملتقى الثاني لطلاب وطالبات الجامعة تحت عنوان "مجتمعنا آمن .. لا للتطرف" وذلك في عدد من وحدات وكليات الجامعة المختلفة، وقد استفاد الطلاب من هذا الملتقى فائدة عظيمة . 4- تنظيم الملتقى الفكري بعنوان (التطرف بين التنظير الموهوم والواقع المشؤوم.. حقائق ماثلة للعيان) الذي نظمته الجامعة، بالتعاون مع مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية أمس، وذلك بقاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بمبنى المؤتمرات للطلاب، والقاعة الكبرى بمدينة الملك عبدالله للطالبات، بحضور رئيس مركز محمد بن نايف اللواء الدكتور ناصر المطيري وعدد من مسؤولي الجامعة والمركز. وكان لهذا الملتقى صدى عالمياً في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها . 5- تنظيم الملتقى الفكري (مسؤولية الجامعات في تعزيز الأبعاد الوقائية لمواجهة التنظيمات الإرهابية) وهذا كذلك بالتعاون مع مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وذلك في القاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية ، وكان له آثار إيجابية كبيرة جدا . 6- افتتاح معاهد شرعية في اندونيسيا، وبناء جسور تعاون مع المراكز العلمية في اندونيسيا، وتخريج عدد كبير من طلاب المعاهد التابعة للجامعة هناك . 7- افتتاح مراكز إسلامية في باكستان، حيث أن معاليه يشغر منصب نائب الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد لجمهورية باكستان الإسلامية ، وفي زيارته لحضور الاجتماع الثاني عشر لمجلس أمناء الجامعة الذي عقد في مقر الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد صباح يوم الاثنين 20 رجب 1438هـ برئاسة فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، الرئيس الأعلى للجامعة السيد ممنون حسين، ولأهمية العناية بكتاب الله سبحانه وتعالى وتقديراَ من معاليه للمبادرات الأهلية لدعم الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد قام معاليه بافتتاح ( دار منيرة لتحفيظ القرآن وعلومه ) والذي تم إنشاؤها مؤخراً على نفقة أحد رجل الأعمال ، لإيجاد البيئة المناسبة لتحفيظ القرآن والعناية بعلومه. 8- تنظيم الندوة الدولية (آفاق التعاون بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الاسلامية العالمية في اسلام أباد - على ضوء رؤية المملكة 30-20 ورؤية جمهورية باكستان الاسلامية) . 9- تنظيم اللقاءات الفكرية في حدود المملكة العربية السعودية، وهو برنامج يهدف إلى تعزيز جانب التوعية الفكرية في المناطق الحدودية في المملكة ، ويتخلله مشاركات ثقافية في بعض القطاعات العسكرية لمشاركة جنود الوطن، والتعاون الثقافي معهم . 10- إقامة ورشة عمل بعنوان (رؤية المملكة العربية السعودية 2030: تجربة جامعة الإمام في تحقيق الرؤية أنموذجاً) يوم الجمعة 1438/7/17هـ، وذلك ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي المقام بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض . هذه بعض الجهود خلال الأشهر القريبة، وليست جميع الجهود، فكيف لو جمعت لك الجهود التي أقيمت في هذه السنة فقط ! أخيراً : مما سبق يتيبن لك أن الذي أثاروا انتقاد الدكتور سليمان ليس غرضهم الحرص على الوطن, بل غرضهم عكس ذلك تماما, وهذا يعرف كل من له أدنى بصيرة بما كتبه القوم . ونشطوا في هذه الفترة خصوصاً لأنهم أزعجهم شدة تلاحم الشعب مع ولاة أمره، خاصة بعد القرارات الملكية الأخيرة، فأرادوا التشويش على الوطن ورجاله المخلصين . ويزيد ذلك بيانا أن الذين تكلموا في هذه القضية وأثاروها معروفون بانتقادهم الدائم لوطننا ورجاله المخلصين, ولا تجد لأحدهم دفاعا واحدا عن وطننا الغالي, بل تجد عكس ذلك. وأبشر الجميع أن الغيورين على وطنهم ومنهم أ.د. سليمان أبا الخيل سيزدادون نشاطا وتفاعلا ووضوحا في كل ما يعود بالنفع على الدين ثم الوطن, وفي محاربة أعداء الدين والوطن , وسترون –بإذن الله- في الأيام القادمة ما يثلج صدور أهل السنة المحبين لوطنهم, وما يغيظ الحزبيين والحركيين والإخوانيين . وختاما / أستودعكم الله , وأسأل الله أن يتولاني وإياكم ووطنا الغالي وولاة أمرنا وعلماءنا برحمته وفضله , وأن يرد كيد أعدائنا أعداء الإسلام والسنة في نحورهم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته