تجار دين لا حماة عقيدة
تجار دين لا حماة عقيدة، هذا هو حال البعض منهم، استسعروا لجمع المال باسم الجهاد وتماروا فيما بينهم أيهم يجمع منه أكثر، وتفننوا في اقناع الناس وابتكروا من اجل ذلك الحيل والطرق والوسائل الجديدة والفريدة لحثهم على التبرع باسم الدين من اجل المستضعفين والمنكوبين والمحرومين فتضخمت أرصدة هؤلاء وبطروا معيشتهم وأصبحوا بدلاً من الزهد في الدنيا التي يقولون عنها فانية ملعونة ينافسون الاثرياء في تشييد الفلل والقصور ويمارون كبار التجار في تأسيس الشركات وكثرة الأملاك ويستمتعون بملذات الدنيا ويتنقلون من بلد الى بلد من اجل السياحة والراحة والاستجمام، عباد دنيا لا حراس دين، منظرهم خادع واسلوبهم ساحر وفعلهم منكر، مشايخ كذب ودجل، يؤولون ما يشاؤون ليتوافق مع اهوائهم من اجل تصريف بضاعتهم ليسرقوا الناس باسم الدين، ويرفعوا الرايات التي لا ينضوون تحت لوائها حتى وان كانت لنصرة الدين وأهله، ويقولون ما لا يفعلون ويدينون انفسهم من حيث لا يشعرون، يصيحون حي على الجهاد ويطلقون النفير العام ويصدرون الفتاوى ويستشهدون بالآيات والأحاديث ويشحذون همم أبناء الآخرين ليضحوا بهم في سبيل الله في الوقت الذي لم يخرج منهم ولا من عائلاتهم من يتقدم الصفوف حتى وان كان من اجل ابراء الذمة وحفظ ماء الوجه، هذا الأمر لم ولن يحدث وسيبقى كل شيخ من مشايخ جهاد التغريدات ونضال الفضائيات آمنا على نفسه في وطنه متحصناً في قصره سعيداً بين افراد اسرته مطمئناً على أبنائه الذين لا يهدأ له بال ان لم يتفقد كل واحد منهم في اليوم عشرات المرات ولا يهنأ بلذة النوم ان لم يره يغط في فراشه الوثير في سبات عميق! وكأن ابناء الآخرين من وجهة نظر هؤلاء المشايخ (مسوقي الجهاد وتجار الدين) ليسوا سوى (أبناء شوارع) يتساوى محياهم ومماتهم ولا بواكي لهم متى ما قتل احد منهم أو فقد، فلا أم تشعل فؤادها حرقة الفراق ولا اب يفطر الحزن قلبه ولا اشقاء ولا شقيقات تحل بهم المأساة ولا اسرة تفجع في مصابها الجلل، هكذا هم تجار الجهاد ومشايخ جني الأموال لا ذمة ولا ضمير ولا وازع من دين حين يتعلق الآمر بالآخرين، مشايخ يجوز لهم ما لا يجوز لمن سواهم، والأمثلة الحقيقية على ما نقول والمشهودة على ارض الواقع كثيرة منها ان احد كبار المحرضين اصابه الفزع والهلع حين علم ان ابنه ذهب الى سورية من اجل الجهاد ولم يشعر من هول الصدمة إلا وهو يطرق ابواب وزير الداخلية في احدى الدول الخليجية ويقف بين يديه باكياً مستعطفاً راجياً متوسلاً ان يعيد له ابنه بشتى الوسائل متناسياً الحور العين وشفاعة الشهيد لسبعين من اهله وضارباً الجهاد بأكمله بعرض الحائط فالمهم ان يستعيد ابنه وليذهب الشعب السوري والعراقي الى الجحيم! وهو ما حدث بالفعل فقد أمر الوزير بضبط ابن (المحرض الكبير) ومنعه من السفر واعادته لأحضان ابيه الذي كاد أن يفقد بفقدانه صوابه، لم يثب هذا المحرض الى رشده بعد هذه الحادثة ولم يتعظ او يتمنع عن تحريض ابناء الآخرين والتغرير بهم ولم توقظ ضميره ليشعره بحرقة من فقدوا أبناءهم ومضى ينافس من هم على شاكلته ممن ابتليت بهم هذه الأمة وابتلي بهم هذا الدين المفترى عليه من قبل حفنة تأخذ عرض الكتاب وتترك جوهره وتنسف قيم السلف الكرام الذين كانوا يخشون ربهم في السر والعلن ويحبون لاخوانهم في الدين ما يحبون لانفسهم ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، سلف الأمة وخيارها الذين خصهم الله بالاسلام فاستنارت قلوبهم بالقرآن ورجحت عقولهم بادراك العقيدة السمحة فسبقت افعالهم اقوالهم وزهدوا في الدنيا طمعاً في الآخرة فأتتهم راغمة عنها بعد ان فتحوا مشارقها ومغاربها لتكتب اسماؤهم بأحرف من نور في سجل تاريخ العزة والشرف، تلك أمة قد خلت وهذه أمة قد ابتليت بمشايخ الفتاوى المعلبة كجمع الأموال باسم الجهاد والتغرير بالناس باسم الجهاد والطعن في المخالفين باسم الجهاد ومناصرة الظالمين باسم الجهاد ونكاح الجهاد وسبايا الجهاد وكل شيء من اجل هذا الجهاد الذي تختبئون منه كأجبن الجبناء! فأي جهاد هذا الذي تدعون ثكلتكم أمهاتكم!!
< نقطة شديدة الوضوح:
الاعراب هم اشد الناس كفراً ونفاقاً الا من رحم ربي عز وجل، ولولا ان اعزهم الله سبحانه وتعالى بالاسلام لرأيتهم ارذل الأمم، ومن يتفقد احوال العرب اليوم على الرغم من اسلامهم ويعود بالذاكرة الى صدر الاسلام الذي اعتنقه اسلافهم عن ايمان وقناعة تامة وبذلوا في سبيل نصرته ونشره الغالي والنفيس ويقارن بينها يبكي دماً، فإسلام الاعراب اليوم اسلام شكل لا مضمون يؤخذ منه ما يوافق الاهواء ويترك ما يخالفها (أعراب
< نقطة شديدة الوضوح:
الاعراب هم اشد الناس كفراً ونفاقاً الا من رحم ربي عز وجل، ولولا ان اعزهم الله سبحانه وتعالى بالاسلام لرأيتهم ارذل الأمم، ومن يتفقد احوال العرب اليوم على الرغم من اسلامهم ويعود بالذاكرة الى صدر الاسلام الذي اعتنقه اسلافهم عن ايمان وقناعة تامة وبذلوا في سبيل نصرته ونشره الغالي والنفيس ويقارن بينها يبكي دماً، فإسلام الاعراب اليوم اسلام شكل لا مضمون يؤخذ منه ما يوافق الاهواء ويترك ما يخالفها (أعراب
تعليقات
إرسال تعليق